في خطوة تعكس التقاء التكنولوجيا بالتراث، أطلق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بالتعاون مع هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، برنامجًا للتوعية الرقمية يستمر على مدار يومي 15 و16 يونيو الجاري، وذلك بمقر المتحف في الفسطاط. ويأتي هذا البرنامج في إطار جهود الدولة لتعزيز التحول الرقمي داخل مؤسساتها الثقافية، ورفع الكفاءة التقنية للعاملين بها.
استهدف البرنامج بناء القدرات الرقمية للعاملين في المتحف القومي للحضارة، أحد أبرز رموز الثقافة المصرية، من خلال سلسلة من الأنشطة والجلسات التفاعلية التي جمعت بين التوعية النظرية والتطبيق العملي، بما يعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات الرقمية وحماية التراث المعلوماتي.
وتضمنت فعاليات البرنامج عقد جلستين رئيسيتين، ركزتا على استعراض أبرز التهديدات الإلكترونية التي قد تطال الأفراد والمؤسسات، مع تقديم حلول عملية واستراتيجيات للوقاية منها. كما تناولت الجلسات الدور المحوري الذي تقوم به مؤسسات الدولة، سواء على الصعيد التشريعي أو التوعوي، لمواجهة هذه التحديات المتزايدة في عالم سريع التغير.
وخلال الجلسات، استعرض خبراء الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات آليات العمل التنظيمية لضمان التوازن بين مقدمي الخدمات والمستخدمين، والجهود المبذولة في مجال حماية البيانات وتعزيز بيئة رقمية آمنة داخل مصر. كما تم تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في دعم عمليات التحول الرقمي، وتوظيفه في حفظ وتحليل البيانات التراثية والثقافية.
ويأتي هذا التعاون ضمن استراتيجية أوسع للجهاز تهدف إلى نشر الثقافة الرقمية داخل مؤسسات الدولة، وخاصة تلك التي تحمل طابعًا حضاريًا وتاريخيًا، بما يسهم في تحقيق التكامل بين الإرث الثقافي العريق والتقنيات الحديثة، ويضمن استدامة وتطوير هذه المؤسسات في العصر الرقمي.
